الحمل حدث كبير في حياة المرأة، ومن الطبيعي أن تعيش النساء بعض المخاوف خاصةً خلال حملهن الأول، فهذه التجربة المجهولة مختلفة المراحل تجعل عقل المرأة لا يتوقف عن التفكير والمقارنة بين ما يحدث معها وبين التجارب الأخرى التي تسمعها ممن حولها عن مخاوف الحمل الأول ومسؤولية الأمومة.
لكن الكثير من الخوف والتفكير في المستقبل قد يتحول إلى ذعر يجعل هذه الفترة صعبة ومقلقة.
نتناول في هذا التقرير بعض الأسباب والمخاوف التي تنتاب المرأة خلال فترة حملها، وولادتها وكيف تتخلص منها:
1. خطر الإجهاض وعدم اكتمال الحمل
يعتبر الإجهاض أحد مخاوف بداية الحمل، وخصيصاً قبل الشعور بحركة الجنين، وتراود هذه الفكرة الكثير من النساء وتظل تطاردهن خلال الحمل الأول خاصة.
وهنا تؤكد نجوى الشريف إخصائية النساء والتوليد أن هذا الخطر يكون في الأسابيع الأولى من الحمل، ويكون غالبًا لأسباب متعلقة بخلل في الجينات وغيرها، ومع تقدم الحمل وانتهاء الثلث الأول، تقل نسبته إلى ما يقارب 5% بعد ذلك مما لا يدعو إلى القلق.

2. الحركة والمجهود البدني وخطرها على الجنين
تحرص المرأة خلال الحمل على كل تحركاتها وتحذر من أي نشاط بدني، وفي هذا الصدد أوضحت الطبيبة نجوى أن الحامل يجب أن تحرص فقط على تجنب الأنشطة العنيفة والممنوعة كرفع الأثقال وتسلق الجبال أو الغوص، مع الاستمرار في ممارسة أنشطتها الطبيعية بشكل معقول.
3. صحة الجنين وولادة طفل غير سليم
الخوف من مضاعفات الحمل، وإمكانية ولادة الطفل بخلل أو إعاقة هو هاجس قد يصاحب البعض، وتؤكد نجوى أن نسبة المشكلات الصحية التي قد تحدث للأطفال قليلة جداً، وتنصح بالالتزام بالمتابعة والفحص الدوري في مواعيده.
4. النظام الغذائي وأثره على الجنين
وهنا يمكن أن تحدد لك طبيبتك الأطعمة والأدوية الممنوعة خلال هذه الفترة، وتنصح طبيبتنا بالالتزام بنظام غذائي متكامل غني بالعناصر الغذائية، وتجنب تناول الأطعمة التي تحتوي على نسبة زئبق عالية كبعض الأسماك، كذلك الكبد والمنبهات كالشاي والقهوة والمشروبات الغازية وبعض الأعشاب كالقرفة والزعتر.
5. آلام الولادة ومضاعفاتها:
يعد الألم هاجساً لدى جميع الحوامل، ويزداد عند اقتراب موعد الولادة وسماع القصص ممن حولها، وتختلف آلام الولادة من سيدة إلى أخرى بحسب طبيعة الحالة كانت ولادة طبيعية أم قيصرية، وفي كلتا الحالتين فإن ألم الولادة ومشاقها بإتفاق جميع الأمهات يزول بمجرد رؤية الطفل في لحظات حياته الأولى.
الحالة النفسية للحامل
لا شك أن المرأة في هذه المرحلة تمر بتقلبات وتغيرات هرمونية وجسدية تؤثر على نفسيتها كالشعور بالاكتئاب والغضب وتقلبات المزاج، وقلق الإجهاض مرورًا بحركة الجنين وحتى الوصول إلى الولادة، وزيادة المسؤوليات الاجتماعية والمادية مع احتياجات الطفل القادم.
من المهم أن تعرف متى تخرج هذه التقلبات عن الطبيعي وتلجأ إلى طلب المساعدة.
وهنا يأتي دور الأب حيث أن هذه المرحلة هي أحوج ما تكون فيها المرأة للدعم المعنوي وتخفيف القلق والإصغاء إلى مخاوفها ومشاركة مشاعرها .
ويمكن للأب تحقيق ذلك أيضاً بالاطلاع ومعرفة مراحل الحمل وتطور الجنين، والذهاب مع زوجته إلى زيارات الطبيب مما يجعله مرتبطًا أكثر بهذه الرحلة.
من المهم الراحة والاسترخاء، يمكن في هذه المرحلة التحدث إلى المقربين أو اللجوء إلى المختصين وطلب المساعدة، فالحديث مع طبيبك عن مخاوفك سيقلل كثيراً من هذه المخاوف.
تجربة الأمومة والمسؤولية
تجربة الأمومة الأولى هي تجربة مميزة، تمر فيها الأم بمشاعر وتغييرات مختلفة في شخصيتها، فالأمر لا يقتصر فقط على تغيير شكل الجسم والهرمونات ونمط الحياة.
تشعر الأم منذ بداية حملها أنها أصبحت مسؤولة عن حياة شخص آخر، وتخشى هذه المسؤولية المفاجئة، لكن قد يتطور الأمر لدى بعض الأمهات ليصل إلى مرحلة القلق المبالغ فيه، والوساوس القهرية.
تقلق الأمهات الجديدات من عدة أشياء، أبرزها:
1. التعامل مع الطفل منذ اللحظة الأولى والوضعية الصحيحة للرضاعة
وهنا تنصح طبيبة الأطفال فاطمة عاشور بأن تبدأ الأم في الرضاعة الطبيعية مباشرة بعد الولادة حيث أن حليبها في تلك الفترة والمعروف بـ “اللبأ” غني بالبروتين والأجسام المضادة التي تحافظ على صحة الطفل وتساعد في منع إصابته بـ “اليرقان”.
وبالنسبة للوضعية الصحيحة للرضاعة، تضيف: إجلسي بشكل مستقيم، قومي بلف ذراعيك حول ظهر الرضيع، وضعي يدك تحت الرقبة والكتف بدلاً من الرأس وتأكدي أن حلمة الثدي تلامس شفة الطفل، وستلاحظين تجاوبه بفتح فمه، تأكدي من أن شفة الطفل مطبقة بإحكام على الحلمة وجزء من الثدي.
2. هل يصل الرضيع إلى مرحلة الشبع؟
ولمعرفة ما إذا كان الرضيع يصل إلى الشبع فإن مدة الإرضاع تكون عادة من 10 إلى 25 دقيقة أو حتى تظهر علامات الشبع مثل البطء في الرضاعة أو الانفصال عن الثدي وإرخاء اليدين والذراعين والساقين.
كما أنه من المهم للغاية إرضاع الطفل حديث الولادة على الأقل من ثمانية إلى اثني عشرة مرة في فترة 24 ساعة خلال الأسبوع الأول من حياته بمعدل كل ساعتين إلى ثلاث ساعات.
وتشجع طبيبة الأطفال فاطمة عاشور الأمهات على الرضاعة الطبيعية، قد تحتاج الأم فقط إلى المساعدة في تعلم طريقة ووضعية الرضاعة المناسبة.
3. بكاء الطفل وأسبابه
تتعدد أسباب بكاء الرضيع فقد يكون بحاجة إلى النوم أو تغيير الحفاضة أو أن لديه بعض المغص أو الانتفاخات، ولا يكون سبب البكاء الجوع فقط.
تنصح الطبيبة بمساعدة الطفل على إخراج الغازات بعد الرضاعة، وذلك بالتربيت على ظهر الرضيع وحمله ووضع ذقنه على الكتف بحيث يكون بطنه مستندًا على صدر أمه.
4. نمو الطفل وزيادة وزنه ومقارنته مع الأطفال في نفس السن
كل طفل له حالته الخاصة فلا تحاولي أن تدفعي قدراته ليسابق غيره، يكفي أن تتأكدي من عدم وجود مشكلات متعلقة بالنمو.
كما تنصح طبيبة الأطفال فاطمة عاشور بعدم تعريض الرضيع للاختلاط والذهاب إلى الأماكن العامة خلال الأسابيع الأولى لتجنبيه التعرض للأمراض.
كما يجب تدفئة الطفل بعد الولادة مُباشرة ولفه في ملابس مناسبة لحرارة الجو، حيث أن معدل فقدان المولود للحرارة يعادل أربعة أضعاف فقدان الشخص الكبير لها.
5. مرحلة النوم والقلق من تنفس الطفل أثناء نومه
ينام بعض المواليد الجدد كثيراً، ولا يستيقظون من تلقاء أنفسهم، ويجب التأكد فقط من نوم الطفل على ظهره بشكل صحيح دون وجود أشياء بجانبه تؤدي إلى اختناقه.
تضيف طبيبة الأطفال فاطمة عاشور بعض النقاط التي قد تُقلق الوالدين ولكنها تكون طبيعية عند حديثي الولادة:
- من الطبيعي خلال الأيام الأولى حدوث بعض التقشر في جسم الطفل وظهور حبيبات بيضاء ناعمة على الوجه.
- حدوث تورم بسيط في صدر الرضيع بعد الولادة أمر طبيعي وهنا يجب عدم محاولة عصر صدر الطفل نهائيًا.
- قد يُلاحظ خروج مادة مخاطية من فتحة الفرج عند الإناث وقد تترافق مع بعض الدم الذي يتوقف من تلقاء نفسه بعد عدة أيام وهو شيء طبيعي.
- يفرغ الرضيع الطبيعي البول والبراز في اليوم الأول عادة، وقد يتأخر قليلاً ولكن إذا تأخر أكثر من يومين لابد من فحصه.
- قد يُلاحظ وجود زُرقة بسيطة في اليدين والقدمين وهذا أمر طبيعي خلال الأيام الأولى إلا إذا كانت الزُرقة حول الفم أو يرافقها صعوبة في التنفس هنا يجب فحص الطفل.
للأب دورٌ أيضاً
تتغير أولويات الأب بعد الولادة ومما لا شك فيه أن كونك أبًا للمرة الأولى، سيتطلب منك ذلك فترة للتعلم والتعود على دورك الجديد.
وأهم ما يمكن أن تقدمه إلى طفلك الرضيع في المراحل الأولى من حياته، هو قضاء الوقت معه مما سيخلق رابط أقوى ويخفف كذلك على الأم، فببعض الاعتياد ستستطيع تلبية بعض من احتياجات الرضيع، ومشاركتها في العناية به مما سيعطيها وقتًا أكثر للراحة ويشعرها بالدعم وسيجعل ذلك منكما فريقًا واحداً.
في النهاية لكي تكوني قادرةً على الاهتمام بصغيرك عليكِ الاهتمام بنفسك أولاً، من خلال الحصول على ساعات نوم كافية، كما أن التغذية السليمة مهمة من أجل الرضاعة بتناول غذاء صحي متوازن.
وسيساعدك تقبل التغييرات في نمط حياتك، وترتيب أولوياتك على مرور هذه الفترة بسلاسة، ولا تترددي في طلب المساعدة، وتذكري أن لا تجعلي تجارب من حولك تنقل لك الخوف والقلق.
مقال مفيد جداً.. وتمنيت لو انني قرأته قبل حصولي على الطفل الأول…
تقرير مُفيد جدًا، استفدت منه وعطاني شعور بالراحة
تحس إن في عالم من النساء يمروا بنفس مخاوفك
شكرًا أنوستي♥️
ربِ يحفظك دكتوره ايناس اجمل تقرير شفته
موووفقه يارب إيناس نا لي شهرين أم كلامك ريحني بكل وفهمني حاجات واجد مووفقه دائما ❤❤❤
منشور مفيد ومختصر وملم في أن واحد…
موفقين وبارك الله فيكم..👍🏼😊
مجاله علميه رائعه جدا اتمني الاستفادة للامهات 💚بارك الله فيكم كتورات❤️
عمل رائع👍🏻شكرا على المعلومات
بارك الله فيك د.ايناس وفي ميزان حسناتك🤲🏻💗
ماشاء الله تبارك الله. مقال مفيد بارك الله في مجهوداتك د. ايناس🤩
قمة فالروعه والحرفيه نتطلع للمزبد د.إيناس متميزه كعادتك
مقال مفيد جدا بارك الله فيك
انا امر بفترات الحمل الاولى وتقرير استفدت منها
انا امر بفترات الحمل الاولى واستفدت من تقرير