لطالما كانت عبارة “العقل السليم في الجسم السليم“، والتي تعلمناها في المراحل الأولى من دراستنا شعاراً نردده للتشجيع على ممارسة الرياضة.
ولكن ماذا لو تحوّلت مُمارسة الرياضة من سلوك صحي إلى سلوك استعراضي للقوة وللعضلات ولإبراز الجمال فقط؟ وهل هذا هو المفهوم السائد عند أغلب الفتيان والفتيات في وقتنا الحالي ؟
في استطلاع رأي أجرته منصّة هُنا ليبيا من خلال مجموعة Workout and Health Lovers المهتمة بالرياضات على الفيس بوك، والذي شارك فيه 60 ممارسا للرياضة من الجنسين، بينت النتائج أن 7 من بين كل عشرة رياضيين كانوا يمارسون الرياضة ليبدون أجمل وأقوى، في حين أن 3 من بين كل عشرة رياضيين كانوا يمارسون الرياضة لتكون صحتهم أفضل.
وانطلاقا من هذه النتائج سيتسائل تقريرنا… لماذا يمارس الشباب الرياضة ؟
الدكتورة فاطمة القماطي 24 عاماً المتخصصة والمهتمة بتغذية الرياضيين، والمعتمدة من الاتحاد الليبي كمُدرّبة بناء أجسام ولياقة بدنية تتحدث عن إحدى السلوكيات الخاطئة في ممارسة الرياضة بقولها “لقد انتشرت ظاهرة الإهتمام بالشكل والمظهر، والتباهي بالعضلات للوصول لأهداف بعيدة عن صحة الجسم، الأمر الذي سيترتب عليه أن يعرِّضَ الرياضي نفسه للخطر ويدمر صحته، في سبيل أن يصل لمظهر جذاب بطرق خاطئة وغير صحية“.

وتصحح فاطمة هذا المفهوم الخاطيء بقولها “الرياضة مهمة ومفيدة لصحة الجسم وتقوية العضلات والعظام، وأيضا لشدّ ترهلات الجسم والتخسيس، ولتقوية المناعة والوقاية من أمراض العصر المزمنة، كارتفاع الضغط والسكري، وغيرها“.
للشباب أسبابهم ودوافعهم
وللاقتراب أكثر من فهم ما الذي تعنيه الرياضة للشباب ولماذا يمارسونها؟ التقينا رائد اللافي 24 عاما ليحدثنا قائلاً “بدأت التمارين الرياضية في سن المراهقة عندما اصطحبني أحد الأصدقاء معه للصالة الرياضة، لطالما أخبرني أصدقائي بأن بنيّة جسمي بطوله وعرضه لا ينقصه إلا الرياضة ليصبح أجمل، وهذا ما دفعني بشدّة إلى مُمارسة الرياضة وجعلها نمط حياة لي“.
كما ذكر رائد أسباباً أخرى لممارسته الرياضة بقوله “ساعدتني ممارسة الرياضة على تجاوز الضغوطات النفسية بسبب عدم استقرار البلاد وصعوبة المعيشة، كما أني ألتزم بالرياضة خوفا من السمنّة التي ستحرمني من ارتداء ما أرغب من ملابس، وستجعلني أشعر بأني أكبر من شباب جيلي“.

وعن الفوائد التي جناها رائد من الرياضة يقول “إلتزمت بنظام غذائي صحي، بالإضافة إلى أني أشعر براحة نفسية، كما أن الرياضة نظمت لي وقتي وجعلت من شخصيتي أقوى“.
أما هبة الشاعري 24 عاما، أخبرتنا أنها تمارس تمارين المقاومة والكارديو بمعظم أنواعه منذ سنتين، بالإضافة إلي ما يسمى تمارين بودي كومباكت، وهو نظام قائم على حرق الدهون بفنون الدفاع عن النفس، تقول ”أمارس الرياضة لتحسين لياقتي وصحتي ولتفريغ الضغوطات النفسية، وللحصول على جسم رياضي وليس متناسق فقط“.
كما أخبرنا محمد يونس 20 عاما، أنه لا يمارس الرياضة بشكل منتظم ولا في نادي متخصص، وإنما يلتقى مع أصدقائه من حين لآخر للعب كرة القدم، وعن تأثير هذا عليه يقول ”أشعر بالنشاط كلما لعبت مباراة، كما أنني ألتقي بأصدقائي ونقضي معا أوقاتاً ممتعة“.
نورا بن سويد 38 عاما ومتزوجة وأم لثلاثة أطفال، والتي عادت لممارسة الرياضة عام 2015 بعد إنجابها طفلها الأول، لاستعادة رشاقة قوامها تقول ”كنت أمارس التمارين الرياضية ”سويدي وكارديو“ في الفترات السابقة من حياتي، كما أني حاليا أمارس رياضة كمال الأجسام، وللرياضة دور مهم في توازن صحتي ونفسيتي، لا يمكنني تخيل حياتي بدون ممارسة الرياضة“.
عادات وسلوكيات خاطئة
اخصائية التغذية العلاجية نجية التبّاوي 25 عاماً ومقدمة برنامج ” Ideal Weight – الوزن المثالي“ عبر يوتيوب والمختص بنشر ثقافة التغذية العلاجية الصحية، تحدّثنا عن العادات الخاطئة للرياضيين للحصول على نتائج بناء عضلات سريعة، كتناول مكملات البروتين مثل مصل اللبن والصويا والذي يسرع بناء الكتلة العضلية.

تقول نجية “لا شك أن البروتين عنصر غذائي مهم لصحة الجسم وسلامته ولا يمكن الاستغناء عنه، لكن لابد من تناوله ضمن كميات يومية موصى بها وهي : 0.8 جرام/ كيلو جرام من وزن جسم البالغين، و1.5 ج/كجم من وزن جسم الأطفال، و1 ج/كجم من وزن جسم المراهقين، وزيادته عن هذه النسبة يؤدي إلى مشاكل منها إجهاد عمل الكلى، وزيادة الكتل الدهنية في الجسم بدلاً من المساهمة في إنقاصها، وإضعاف الكتل العظمية“.
فتقول “يجب نشر التوعية الصحية حول المعدلات الموصى بها من البروتين، ومعرفة أن المكملات لا ترفع الكتلة العضلية بل العامل الأول في الحصول على جسم صحي ولياقة عضلية عالية هو التغذية الصحية الصحيحة بالبروتين والدهون المنخفضة وممارسة الرياضة بطبيعة الحال، تحت إشراف مدربين مختصيّن لتجنب المشاكل الصحية كالتمزق العضلي وانزلاق الغضاريف وغيرها“.
يحدّثنا المدرب أسامة الفزاني 29 عاماً، وهو مدرّب لرياضة كمال الأجسام عن ممارسة الشباب للرياضة دون إشراف متخصص فيقول “الغالبية العظمى من الرياضيين يضعون بأنفسهم نظام تغذية دون اللجوء لمدرّب مُختصّ، وهذا ما يتسبب في عدم حصولهم على النتيجة التي يريدونها“.

ويشير أسامة إلى المصادر التي يتلقّي منها الرياضيون معلوماتهم قائلا ”يحصل أغلب الرياضيين على معلوماتهم من اليوتيوب ومواقع السوشيال ميديا على الانترنت، دون أساس علمي“.
ويؤكد أن التمرين يأتي على حسب الهدف والوزن والنظام الغذائي وهي التي تحدد مستوى التمارين معلقا ”التقيت كثيرا من الشباب ممن يمارسون تمارينا غير أساسيّة، ولا تتناسب مع احتياجاتهم، بسبب تقليدهم لأحد الأبطال مثلا، في الوقت الذي لا تناسب فيه هذه التمارين جسمه ولا وزنه ولا طوله“.
وتظل الرياضة إذا تمت ممارستها تحت إشراف رياضي متخصص، وضمن برنامج غذائي تحت إشراف طبي سببا في جعل الجسم صحيا وسليما، أيا كانت الأهداف وإن كانت للحصول على قوام رشيق وجسم مفتول العظلات.
بارك الله في الجميع على هذه المعلومات القيمه وتحياتي لك كابتن أسامة
شكراً لكم لقراءتكم للموضوع، وسعداء أنه نال إعجابكم
ماشاءالله محتويات جميلة ومفيدة
بلتوفيق