طرابلس- محمد عبد الرزاق- “مشكلتنا في القطاع الصحيّ كارثية بكل المقاييس، والسبب الرئيس يكمن في فساد الإدارة، ملياراتٌ أنفقت على الصِحّة في السنوات الأخيرة، ومعظمها ذهب للفساد. تفتقر مرفقاتنا الصحية للتنظيم والكثير من الأجهزة. والأهم من هذا وذاك: الإدارة الناجحة”.
هذا ما يقوله “محمد أحمد” الطبيب بأحد مستشفيات طرابلس، مضيفاً أنّ في المستشفى عشرات من الأطباء المبدعين الذين يُغادرون البلاد بانتظام، بسبب مشاكل القطاع الصحي في ليبيا.
تأخير وإهمال
منذ سبعة أشهر مضت، أصيب والد “علي سليمان” باضطراب في العين. كان تشخيص مستشفى العيون، انفصال الشبكية، وبالتالي ضرورة الإسراع بعملية جراحية. لكن لم يكن هناك موعد قريب لاجراء العملية، فباع سيارته وبعضاً من ذهب زوجته ونقل والده للعلاج بجمهورية تشيكيا، حيث أجريت العملية بنجاح.
تشخيص خاطئ
نُقل والد “عبدالله محمود” إلى مركز طرابلس الطبي، بعد فقدانه المُفاجئ القدرة على الحركة والكلام. كان التشخيص جلطة دماغية، وحصل على أدوية مسيّلة للدم. وهنا كانت الكارثة، حيث ساءت حالته أكثر. وبعد إعادة الكشف عليه من طبيب آخر، اتضح بأنه مُصاب بنزيف وليس بجلطة. ولحسن الحظ أجريت له عملية لإيقاف النزيف، ولكنّه لا يزال إلى ليوم مصاباُ بشلل جزئي، وفاقد للبصر.
سوء معاملة
“أقمتُ مع جدّي مدة أسبوعين أثناء نزوله بإحدى مُستشفيات طرابلس. أثار انتباهي سوء معاملة الطاقم الصحي للمرضى. الأطباء مترفّعون لا يحدّثونك إلا لثوانٍ معدودة، ويسرعون مبتعدين. من الممرّضات من هنّ ملائكة رحمة حقيقيّات، ولكن منهن أيضاً من هنّ أقرب إلى شياطين الجحيم من حيث المعاملة الجافّة والسيئة. مشكلتي الأكبر كانت مع الإدارة، حيث تأخّرت أوراق الحالة و لم تنجز في حينها. وبعد إنجازها، كانت ناقصة. كانت التجربة قاسية عليّ في مستشفى طرابلس. منذ ذلك الحين، كلما مرض أحد أفراد العائلة، نقلته إلى تونس”.. هكذا يحكي “صالح خليفة” تجربته بكل مرارة.
نقاط ايجابية
نُقلت والدة “أبوبكر سليمان” إلى مستشفى طرابلس المركزي بعد إصابتها بألم شديد في البطن. هناك أجريت لها الفحوصات بسرعة وحُوّلت من قسم الباطنة إلى قسم الجراحة، حيث كان التشخيص إصابتها بحصوات المرارة. حدّد لها المستشفى موعداً للعملية الجراحية بعد شهرين، وأجريت في وقتها بنجاح. يذكر “أبو بكر” الطبيب الجرّاح بكل خير: “كان متفهّماً بشوشاً وشرح لي بإسهاب وصبر، الحالة وكيفية علاجها والخطوات الواجبة بعد العملية”.