من وسم #اسمه_عنف إنطلقت حملة منصة هنا ليبيا في الـ 25 من نوفمبر لمناصرة حماية النساء من العنف، دعماً لجهود الحملة العالمية التي تستمر لـ 16 يوماً ملونة بالبرتقالي.
وهدفت حملة #اسمه_عنف لإعادة طرح مفهوم العنف ضمن الإطار الاجتماعي وتغيير المسميّات التي تخفف من أهميته، وتبرر سلوكياته، وتقديم التعريفات الصحيحة عنه خصوصاً لفئة الشباب من الجنسين.
لكسر الصور النمطية لدى الشباب من النساء والرجال حول مفهوم العنف المبني على النوع، وليكونوا أكثر دراية بالمواقف الثقافية والصور النمطية من حولهم التي تؤدي إلى انتشار العنف ضد النساء والفتيات.
وركزت حملتنا هذا العام على الممارسات التي تحدث في المجتمع الليبي، والتي لا يتم الاعتراف بكونها عنفاً ضد النساء والفتيات، وتتم ممارستها بمسميات أخرى للتخفيف منها إما دفاعاً عن المعتدين، أو لوماً للناجيات والناجين من العنف.
وتفاعل جمهور المنصة مع الحملة من خلال منصة هنا ليبيا على الفيسبوك وتويتر والموقع الإلكتروني، عبر مساحة النقاش التي أفردتها حول أشكال العنف الخفية، وآثاره على المجتمع.
وكانت نسبة المتابعات خلال الحملة على الفيسبوك 44% للنساء، و56% للرجال بما يعكس إهتماماً شبه متساوي من الجنسين، كما كانت نسبة المتابعين الشباب بين 25-30 عاماً خلال الحملة 54%.
إنتاج تدريبي
وأنتجت المنصة سلسلة ”بورتريه“ والتي كانت ضمن مخرجات البرنامج التدريبي لمشروع هنا ليبيا ”بناء القدرات الإعلامية الرقمية مع صندوق الأمم المتحدة للسكان في يوليو الماضي“ للـ ”التوعية بالعنف القائم على النوع الاجتماعي“.
واستعرض المساهمون في السلسلة 5 بورتريهات – صورٌ لحالات عنفٍ تطال طيفاً واسعاً من النساء – لتمثل كل قصةٍ من هذه القصص، معاناة آلاف النساء اللاتي يعيشن بيننا.
فكانت البورتريهات لمهاجرة روت معاناتها في حجز غير رسمي، وآخر لفنانة شابة تحدثت عن الصعوبات التي تواجهها في الوسط الفني والمجتمع، وثالث روت فيه قاصرة تجربتها الزوجية المؤلمة التي تعرضت فيها للعنف.
ورابع عن عنف منزلي تسبب في إعاقة فتاة في سن الطفولة، وتناول آخر بورتريه النضال النسوي في مجال السياسة بقصة شابة في مقتبل الثلاثينات تعمل مستشارة لوزيرة الخارجية الليبية.
ما أنتج المساهمون
كما نشر الموقع 4 تقارير تناولت طرحاً معمقاً لبعض أشكال العنف الذي يطال النساء في ليبيا، ومنها العنف الإلكتروني، وناقش التقرير مع مختصين أسباب وطرق الحماية من هذا العنف، كما شارك قصصٍ وشهاداتٍ لناجيات من هذا العنف.
وفي تقريرنا الثاني تناولنا موضوع العنف المنزلي في إجاباتٍ من أحد مساهمي المنصة عن سؤال كيف ينشأ العنف المنزلي؟
في ثالث تقاريرنا “كيف للنساء أن يحمين أنفسهن من العنف؟” اقترحنا طرقاً لتمكين النساء من حماية أنفسهن من العنف، وعرضنا المسؤوليات التي يجب أن تتحلى بها الحكومة والمسؤولين ومنظمات المُجتمع المدني.
أما آخر تقارير الموقع ”في اليوم العالمي لحقوق الإنسان .. كيف حال النساء؟“ والذي تزامن نشره مع اليوم العالمي لحقوق الإنسان، ليقدم طرحاً تاريخياً للمعاهدات الدولية، ومدى التزام ليبيا على ما وقعت من معاهدات.
فن رقمي
خصصت منصتنا انطلاقاً من اعتمادها على الأشكال الفنية والصحفية التي يهتم الشباب بإنتاجها ومتابعتها مساحة لقصة مصورة “عالم مختلف” تتحدث عن حق الفتيات في الحركة والتعلم وعيش حياة تكمل حياة ومسؤوليات البيت والعائلة.
أقامت هنا ليبيا معرضاً لفن الكوميك ”سرديات رقمية“ بمدينة طرابلس من بين فعالياتها على الأرض، تم خلاله عرض 16 لوحة كوميك، تم إنتاجها ضمن شراكة المنصة مع صندوق الأمم المتحدة للسكان ـ ليبيا منذ عام 2019 للتعبير بأساليب السرد القصصي الرقمي عن العنف المبني على أساس النوع الاجتماعي
كما تضمن برنامج المعرض جلسةً حواريةً مع حقوقيين ونشطاء عن ”العنف الالكتروني في ليبيا“.

وشارك في الجلسة فراس البيزنطي من منصة أنير، والإعلامية والحقوقية مروة سالم، ومن منظمة معاً نبنيها سعاد الطبولي، بمشاركة مجموعة من الشباب الناشطين والمهتمين.
بالإضافة لأعمال ورشة السرد القصصي للنازحين والتي أقيمت بالشراكة مع صندوق الأمم المتحدة للسكان – ليبيا في شهر أكتوبر الماضي، ومن بينها ألبوم ”سطوري“ أحد منتجات الشباب النازحين المشاركين في ذات الورشة.
وتغنى الألبوم بـ 7 أعمالٍ غنائيةٍ، تروي حكايات شبابٍ ليبيين في مقتبل العمر في أعمار 17-20 عاماً، اختاروا أن يسردوا قصصهم بتعبيراتهم الخاصة لشريط حياةٍ قصيرٍ مليء بالمعاناة.
وعبّر الشباب فيها عن أفكارهم، والصدمات النفسية التي عاشوها، ولحظات القوة والضعف التي مروا بها فترات النزاع والتهجير.
وحملت الأغاني عناوين الأبطال، وليش الجفا، يا خاينة ، كسرة، دنيا قاسية، شريط حياتي، ياسمرا، موقظةً في كلماتها مشاعر الألم والفقد والوحدة، وتاركةً وراءها تساؤلاتٍ عدةٍ عن العلاقات، والحرب، والحياة.
فيما فتحت منشورات السوشيال ميديا باب التفاعل مع الجمهور لموضوعاتٍ من بينها سلسلة #من_حقي. وهي مجموعة صور تعبيرية فنية حقوق النساء والفتيات وفقاً لميثاق حقوق الإنسان وما ترتبط به من تحديات اجتماعية.
مثل التمييز والعنف على أساس النوع. مثل الحق في الاستقلال المادي، واتخاذ القرارات الخاصة بأمورها المادية، وحقها في اختيار شريك الحياة، والمهنة، والتعليم. وتم التعبير عن هذه الحقوق بصور تعبّر عن هذه الحقوق
أما فيديو الحملة فكان بعنوان “قصص وراء الكلمات” فقد طرحت الأحداث الخفية في حياة النساء المعنفات والتي يعجزن عن التعبير عنها خوفاً من اللوم أو الوصم. تم إنتاج الفيديو ضمن شراكة هنا ليبيا مع استوديو طوقان لإنتاج المحتوى الفني في الحملة.
وفي كل عام تسعى هنا ليبيا التي تشكل فريقاً من المساهمين والجمهور والمتابعين ممن يساهمون في إثراء المحتوى المنشور والتفاعل معه، لخلق وعي مجتمعي أكثر إدراكاً وفهماً لقضايا الشباب وتطلعاتهم