العنف في ليبيا، سُلوكٌ عام، وثقافة شعبيّة ورسميّة. يُمارس بشكل هرميّ ومتكرّر. ومن أحد أهم أشكال العنف في ليبيا بعد سنة 2011 هي الحروب المتكرّرة والمتوالية، والتي وقودها الشباب وأعمارهم وصحّتهم النفسيّة والجسديّة.
في هذا الكوميك المميّز، يتناول عبد الله هديّة مستوىً أعمق لظاهرة العنف، وهي الأسباب التي نسوقها لنبرّر العنف والحرب والموت. مثل: (القبيلة – الشرف – الإرهاب – أهداف الثورة – الدولة المدنية ! – العادات والتقاليد الوطنيّة !) وغيرها من المبرّرات التي تبرئ معتنقها من أيّ لائمة أو وخز ضمير. كما يشير المشهد الأخير.
واقعٌ مؤلم. ويبقى السؤال: متى يستيقظ الشبابُ ويتفطّن لتلاعب هذه الشعارات/المبرّرات/الحبوب المغيّبة، لعقولهم ومستقبلهم؟
شابّان يتقاتلان، كلّ واحدِ منهما في جبهة ضدّ الآخر. ولو ظفر أحدهما بالآخر لقتله دون تردّد. بينما لو التقاه في زمكان آخر، مقهى أو سفر أو مبارة كرة قدم، لما احتار أبدا في جعله صديقا، وتبادل الحديث معه والنكات. وربما حتى السخرية السياسية من الأطراف التي يقاتلون من أجلهم.
وهيّ هكّي يا شاميّة.