العائلة الليبية تعاني خللا في مفهوم الاستدامة الاجتماعية (Social Sustainability) والتي غالباً ما تشمل: القدرة على إدارة المعيشة، جودة المنزل والحي وحقوق الإنسان .. إلخ، فأفكار الأسرة الليبية غالباً ما تكون متوجهة نحو بناء منزل احتياطي أو دكان احتياطي أو قطعة جورب احتياطية يطلق عليها (نلقوها للزمان)، فالمنزل الاحتياطي والذي غالباً ما يكون مشروعاً غير مستدام هو مجرد جدران بُنيت بتصميم فوري يناسب الفترة الزمنية الحالية وغير صالح للفترات القادمة.
تساهم العائلات الليبية في وضع الخطط المحافظة (Conservative investing) من أمثال إحاطة المنازل ومحافظ الإدخار وأحياناً مشاريع التريند كالمطاعم والمقاهي- فالبشر لم ولن يتوقفوا عن الأكل- فـالحوش يعد بمثابة محطة السلام الذي يود إيصال غاية الاستدامة بأشد الوسائل جُبناً، وهو المشروع الذي لم يلد ولم يولد ولن يولد ولن يساهم في الزيادة الربحية والمعرفية للعائلة، بل على العكس من ذلك، سيكون قيمة مجردة غير قابلة لإعادة التدوير أو التجديد الحضري.
إن محاولات الأسر الليبية لبناء مدخرات مستقبلية جامدة يعد كارثة في حق جيل يلعب دور المنتظر لا أكثر، ومن غير ذلك فهو وظيفة إضافية للجيل الحالي بدلاً من وظيفة مُناطة بالجيل القادم ، أما المقاهي والمطاعم فهي مشاريع ديموغرافية دائماً ما تقاس بالتعداد السكاني واحتياجات السكان ، أي لا يمكننا تصور أن مدينة ما تحوي على ثلاثة ملايين مواطن وتحوي في المقابل على ضعف العدد من المطاعم؛ فهذا استحقاق غذائي مبالغ فيه خاصة في عدم وجود سياحة دورية أو سياحة الطعام.
الاستثمار الحقيقي والمستدام يكون عبر التواصل الصحي والمساواة في الحقوق والواجبات بين الفتيان والفتيات في الأسرة، كذلك التصميم الجندري العادل كحق الوصول للأماكن العامة، حق التفّرد، حق المطالبة والتظاهر وحق المشاركة المجتمعية؛ كل هذه الحقوق وغيرها تظهر بمساعدة حقيقية من الأسرة ولولا تعزيز الأسرة لطرفي المعادلة لن تتكون الاستدامة الاجتماعية، فمثلاً تركز العائلة الليبية على اقتناء قطع من الأثاث لا تخدم احتياجات الأسرة بعينها بل هي تخدم مجتمع آخر ومؤقت كالزوار والضيوف والأقارب، لذلك فمفهوم الاستدامة الاجتماعية لن يكون متجرداً، إذ أنه دائماً ما يكون مرتبط بمجتمع آخر، وهو ما يحتم على العائلة اتخاد تصميم اجتماعي غير خدمي.
إن المساحات المنزلية الداخلية المبالغ فيها لا تخدم مفهوم الاستدامة الاجتماعية وتؤثر مصاريفها العينية على الحقوق المذكورة أعلاه، فبدل استثمار العائلة في جودة الحياة والتعلم والوصول إلى المعارف، ستكون غير قادرة على توفير هذه المستلزمات في وجود قطعة أثاث باهظة الثمن أو وجود ضيف يكلف خزينة العائلة حق أحد أفرادها في تعلم لغة أو مهارة معينة.
العالم أصبح ينظر لمدى جودة الاجتماع البشري في مكان واحد، وهذا ما سيعكس انتاجية المنظومة الأسرية، ولتبسيط هذا: مفهوم اللمة النسائية في ليبيا، والذي هو فضاء نسائي دوري يكون فيه التواصل جيداً بينما يفتقد إلى الجودة النسبية، والعناصر التي تفقد هذه اللمة جودتها هي أساليب النميمة وتبادل الشائعات، فيكون لهذا التجمع نوع من اللا انتاجية والتي غالباً ما ستكون مستدامة باستدامة العناصر الفاقدة للجودة. وكمثال آخر، قطعة الذهب الجامدة التي لم تستثمر هي هنا بمثابة قطعة إضافية زائدة عن حاجة البشر وليس لها أي قيمة معرفية ولا حتى مادية، فبمجرد التخلص منها أو بيعها ستكون لها القيمة المعرفية بعد ذلك.
هذه دعوة لصرف التركيز في العينيات، وإنما حاولوا تضمين الهيكلية الأسرية الذكية في انتاج ريادة اجتماعية جيدة وحقوق متساوية وفي المقابل أعراف وعادات صحية تعود بالنفع على المجتمع.
مجرد وصف غير علمي وبدون مراجع، وتعميم للحالة بدون البحث في أصل المشكلة ولا حل علمي ينطلق من علم الإجتماع، الكلام وكأنه نابع من منظور فردي، سرد أدبي جميل ولكنه يفتقر لأدنى مقومات العلم