أثار التقرير الذي أنجزه أحد مراسلينا من طرابلس عن ظاهرة التحرش، ردود فعل استنكارية متعددة من طرف القراء الليبيين. شادي لويس، كاتب وأخصائي نفسي، يقول إن الظاهرة في ليبيا حديثة العهد، وترتبط أساساً بغياب الدولة وبالتالي غياب القانون. ويقول لويس إن الظاهرة تتعمق في دول تتصدرها أفغانستان ومصر، “لتعمق القيم المجتمعية التي تفصل بين الحيز العام والخاص، والتي تنبع من خطاب ديني رجعي قامع للمرأة”.
تعلق نيروز ذياب: ” التعليقات مليئة بالإنكار وخصوصاً من الشباب.. يعني لو في مليون بنت تعرضت للتحرش. انتو شن حيعرفكم؟ أنا فتاة ليبية الجنسية، لباسي محترم، وتعرضت للتحرش باللمس، ناهيك عن الكلمات الفاحشة التي سمعتها أكثر من مرة في الجامعة وفي الافيكو وفي الأسواق.. وأحب أن أنوه أن هذه الظاهرة ازدادت بعد الثورة . تعرضت للتحرش بالقونة، بالعباية وبالبنطلون. لا فرق عند هؤلاء المرضى ماذا تلبسين، كل ما يهم أنك أنثى ضعيفة. مؤخرا أفكر في امتلاك سلاح شخصي أحمي به نفسي من هذا القرف”..أما مريم الرجباني فتعلق: “عشنا عمرنا في بلادنا.. قرينا وتعلمنا بين مدارس وجامعات.. طلعنا وخشينا وما خلينا مكان من سوق وبحر وفسح.. ولا مره تعرضنا لأي تحرش ولا الكلام هذا. لكن الحق، نشوفو في بعض المعاكسات لبعض البنيات. اللي ربي يهديهم في لبسهم ومظهرهم. وأمامي مره صار موقف ولد عاكس بنت ناضت تشتم فيه فكان جوابه بكل عفويه: “انتي اللي عارضه نفسك”..
تقول وردة ليبيا: “صح هما يعاكسوا ومرات توصل بيهم للفظ مش كويس بس كلمة تحرش كبيره راهو ومش سهله..”.
أسباب التحرش
يلخص شادي لويس أسباب التحرش فيما يلي:
- – تواطؤ مجتمعي واسع يسمح بالتحرش، جوهره تحقير للمرأة وجسدها ووجودها في الفضاء العام.
- – قيم ومُثل اجتماعية تفصل بين الحيز العام والخاص, و ترى مكان المرأة الطبيعي في البيت. وبذلك يصبح التحرش عقاباً مقبولاً للمرأة لخروجها إلى الحيز العام.
- – التهاون في تنفيذ القانون أو عدم القدرة على تنفيذه لغياب الدولة أو تحللها.
- – انغماس المجتمع في سلاسل من القمع المعنوي والمادي، وبالتالي تتحول المرأة لحيز وموضوع للتنفيس والانتقام الجماعي، سواء من المقهورين أو غيرهم، بوصف المرأة هي الحلقة الأضعف ماديا ومعنوياً.
- -تحول المرأة في مؤسسة الزواج لسلعة يتم تقييمها مادياً، وبالتالي يتحول التحرش إلى وسيلة لغير القادرين للانتقام من عدم عدالة توزيع الموارد وللقادرين لتثبيت وتأكيد سلطتهم.
الحل
يقول لويس إن الحل “عملية طويلة ومعقدة تحتاج نضال من الحركات السياسية والحقوقية والنسائية. لكن على المدى القصير لا بديل عن الردع إلا بتغليظ العقوبة وتنفيذ القانون. وهذا لن يتحقق بدون إرادة سياسية”
وفي الأخير ومن الأخير، شباب ليبيا يصرخ في تعليقاته: “تي.. ليبيا صقع عليكم!”
*تنويه: الصور من فعاليات مصرية لعدم توفر صور من فعاليات ليبية مشابهة.