فسانيا- سالم أبوظهير- هذه القراءة إجتهاد شخصي مني ،لاعلاقة لها بنظريات علم النفس ،ولا بالنظريات الشخصية التى درستها في الجامعة ونسيتها الان ،وهي محاولة لإكتشاف بعض الجوانب النفسية للمليشياوي الليبي ، الذي حمل سلاحه في2011م كثائر يدافع عن مايعتقد أنه الحق، ويقدم تضحيات كثيرة من أجل أن يعيش الليبيون حياة أفضل ،ونال اعجاب واحترام الليببون والعالم كله ، ولكنه تحول بعد أقل من عام إلى مليشاوي في عيون العالم كله والليبيون بطبيعة الحاال.
ما يميز المليشياوي عن غيره من خلق الله أنه أناني متطرف، وعدواني ويندفع بشكل محموم ليحقق مصلحته الذاتية ،ولو كانت على حساب المصلحة العامة ، فهو مثلاُ يجتاز أي طابور ليكون في المقدمة دون أن يشعر بالحرج ،و يدخل المصرف وبندقيته على كتفه ،ويقود سيارته معتمة وبدون لوحات ،وهذا كله يلحق الضرر بالاخرين،الاخرون الذين يتجنبون الاصطدام به أو معه لإتقاء شره.
القوة ولاشي غير القوة ،هي وسيلته الوحيدة لللاقناع ،وهي راسماله الوحيد في الدنيا فكلما زادت قوته وزاد طغيانه وجبروته ،كلما قلت حاجته لللاخرين مهما كان الاخرون في اعلى مرتبة من كل ھياكل السلطة السياسية والاقتصادية والاجتماعية في البلد ،فبندقيته تغنيه عنهم جميعاً .ويعتقد دائماً أنه لو فقدها سيفقد حياته ، لذلك هو دائم الشك لحد اليقين ،أنه يعيش في غابة محفوفة بالمخاطر ،وأنه لايأمن أحداً فيها.
حياة المليشياوي اليومية موحشة جداً ،وخالية تقريباً من العواطف ،والاحساس بالجمال ،يحلم بالمنصب والثروة والشهرة فقط ،وهوعلى استعداد دائم ليتخلص من أفرب أصدقائه والمقربين منه ،لو شعر انهم ينافسونه لللاستحواذ على مايمتلكه ،ولو كان منصب أو قطعة أرض أاو قطعة سلاح ،أو حتى مكان في طابور (البنزينة) فالمليشياوي لايجيد الكلام والاقناع بالحجة والمنظق ،واسهل شيء عنده الضغط على الزناد وقتل المختلف معه في الراي وخلاص!!!.
المليشياوي يعرف جيداً نظرة الناس الدونية له ، لكنه يبرر لنفسه أولاً ولللاخرين استخدامه للقوة ، بالشعارات القوية الزائفة ،وأن قوته أمراً محتم ، وأنه لاينام الليل ولايهنا النهار من أجل أن تستمرالثورة ولاتسرق حتى يموت ، والشمس لن تشرق من جديد وان دم الشهداء سيضيع هباء لو سلم سلاحه ، وبذلك يفرض هيمنته ويضمن استمرار سطوته لانه على يقين تام بأن أستثباب الامر في يد القانون يفوت عليه تمتعه بالسيطرة المطلقة والهيلمان .
المليشياوي دائما لديه أحساس أنه صاحب الفضل الاكبر على باقي الناس ،لذلك فغالباً مايكون أقل التزاماً بقيم العرف و القانون وموادهما ،وليس بالضرورة أن يكون عديم الأخلاق ،فهو محترم جداً في حضرة الاقوى منه ،وهو خلوق جداً وملتزم بالقوانين إذا ماكانت تضمن استقراره وسلطته وحمايته من طغيان وتسلط وعسف مليشيات اقوى منه فتكون محل أحترام وتتيح له أن يتنافس مع باقي المليشيات ليستمروا في الحكم ، وللقانون أحترامه أيضا عند المليشياوي طالما مواده لا تتعارض مع مصالحه وتطلعاته ومستقبله ،والحد الفاصل عنده بين الخير والشر هو مصالحه الشخصية فقط لاغير
واخيرا المليشياوي يجيد استخدام مبدأ الغاية تبرر الوسيلة ،وانه باختصار لاينطبق عليه ماينطبق على الغير و شعاره ماقاله هتلر يوماً ” عندما نشن حرباً فالمهم هو النصر ،وليس البحث في هل هذه الحرب على حق أم لا..!! ” كفانا الله شر الحرب وشر المليشيات وشر هتلر .